(الفرق بينهم)الاستشارة والاستخارة…. عندما يصعب الاختيار

أصوات نيوز/
نجد أنفسنا غالبًا مصابين بالحيرة في مجموعة من القضايا. ولكن، إلى من يمكننا اللجوء ومن يمكننا طلب المشورة منه؟ رغم الثقة التي قد نمتلكها في بعض الأشخاص، إلَّا أنهم لا يزالون بشرًا قابلين للصواب والخطأ. قد يكونون في حالة إرهاق أو مزاج سيء، مما يجعلهم غير قادرين على استيعاب شكاوينا بشكل جيد أو تقديم النصيحة المناسبة للوضع أو الظرف الحالي. ومن نعم الله علينا، أنه بعظمته وجلاله، يستمع إلينا في أي وقت، ولسنا مضطرين للوسيط للوصول إليه. تكثر المرات التي يتشابك فيها الأمر علينا، سواء في مجال العمل أو الزواج أو السفر، وفي جميع جوانب الحياة.
لذلك شرع الله لنا الاستخارة وحثنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عليها، فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن) “رواه البخاري. الاستخارة لغة تعني طلب الخيرة في الشيء. ولكن الطلب هنا من الله تعالى بعظيم قدره مما يعلق القلب فيه ويصرفه عن التعلق بالبشر. ففي الاستخارة يتحقق معنى العبودية لله والاتكال عليه، إذ يرمي المسلم حموله على الله واثقا بتدابيره وهل من أحد يحسن التدبير كمثله سبحانه! وهل من أحد في لطفه وحنانه!
كيفية أداء صلاة الاستخارة :
صلاة الاستخارة هي صلاة خاصة يؤديها المسلم عندما يكون في حيرة أو غموض بشأن قرار يتعين عليه اتخاذه. وهي وسيلة لاستشارة الله سبحانه وتعالى في القرارات المهمة ، وهي عمل عبادي يعبر عن الثقة والتوكل على الله في كل شأن ، إليك خطوات أداء صلاة الاستخارة:
- أداء ركعتين: يُبدأ بأداء ركعتين من غير الفرض، ويفضل أداءهما في وقت غير مخصص للصلوات الفرض.
- ثم يحمد الله ويصلي على نبيه (أي يقول: الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله).
- . مناجاة الله سبحانه: بعد الانتهاء من الصلاة، يُفضل التحدث مع الله بفتح قلبك وطرح الأمور التي تثير حيرتك أمامه.
- ثم يدعو بدعاء الاستخارة الذي يُفضل قوله بعد الصلاة، وهو:
“اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر [يُسمي هنا] خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أم آجل، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أم آجل، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به.”
بعض ادعية صلاة الاستخارة :
قال النبي ﷺ: إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه يقول: هذا الأمر، زواجي بفلانة، أو سفري إلى محل كذا، أو شراء كذا، أو ما أشبه ذلك، يعين حاجته اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فيسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به. وهذا هو دعاء الاستخارة.
ما هو التوقيت المناسب لاداء صلاة الاستخارة :
ويمكن للإنسان أن يصلي صلاة الاستخارة في أي وقت شاء، شرط أن يبتعد عن أي من هذه الأوقات المكروهة، وهي: بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وبعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وقبل الظهر بمقدار ربع ساعة تقريبا، والذي يعتبر وقت زوال الشمس. تشرع الاستخارة وتستحب في الأمور المباحة كلها حتى وإن بدا ظاهرها خيرا فنحن لا نملك من مفاتيح الغيب شيئا.
يُستحب أداء صلاة الاستخارة فيما يتعلق بالقرارات المباحة بشكل عام، حتى وإن كان ظاهرها يبدو إيجابيًا، لأننا لا نمتلك القدرة على معرفة ما يحدث في الغيب. يأتي هنا قصة لصديقة قريبة مني، حيث كانت في حاجة ماسة للعمل وتقدمت لفرصة وظيفية. وخلال مقابلتها، سألتها عن أداء صلاة الاستخارة، لكنها رفضت قائلة إنها لا تحتاج إليها، وأن مكان العمل قريب جدًا من سكنها، ولا تتوقع فرصًا أفضل. وبالرغم من سعادتها وتفاؤلها، اكتشفت فيما بعد أن الشخص الذي استُخدمت مكانه في الوظيفة قد ترك العمل بسبب سوء الإدارة والفساد. منذ ذلك الحين، أصبحت صديقتي تلتزم بأداء صلاة الاستخارة في كل القرارات الضبابية في حياتها.
ما هي المشورة او الاستشارة :
الاستشارة أو المشورة هي عملية طلب الرأي أو النصيحة من شخص آخر فيما يتعلق بقضية معينة أو قرار يحتاج الشخص إلى اتخاذه. يكون الهدف من الاستشارة هو الحصول على رأي مستنير أو نصيحة ذات قيمة من فرد ذو خبرة أو خلفية في المجال المعني.
يمكن أن تكون المشورة ذات صلة بمختلف جوانب الحياة، بما في ذلك العمل، والعلاقات الشخصية، واتخاذ القرارات المالية، وغيرها.
المشورة تلعب دورًا مهمًا في عملية اتخاذ القرار، حيث يمكن أن توفر رؤى جديدة، وتساعد في توضيح الخيارات المتاحة، وتقديم نصائح قائمة على الخبرة والفهم.
وتقدم المشورة على الاستخارة في بعض الأحيان، إذ يستشير المسلم أهل الخبرة والصلاح فبعد المشورة والسؤال يستخير الله ليكون قراره صائبا، ولا يخسر أبدا فما خاب من استخار وما ندم من استشار. فكونوا مع الله يكن معكم، فوضوا أمركم إليه يختر لكم ما يناسبكم، ويحقق راحتكم في الدنيا والآخرة.
