قادة البوليساريو يواصلون احتكار الإشراف على 'انتخابات الجبهة'
أعلنت جبهة البوليساريو عن تشكيل اللجنة الوطنية المشرفة على انتخابات أمناء الفروع المحلية والأساسية، والتي تعتبر ذراعها الميدانية التي تقوم بعدد من المهام الخاصة بالتسيير والتأطير.
لائحة اللجنة، التي يصل عدد أعضائها إلى 100 عضوا أغلبهم من قيادات الصف الأول لجبهة البوليساريو، ضمت الأسماء التي احتكرت الإشراف على هذه الانتخابات، على غرار ما كان في السابق، في عهد الأمين العام الراحل محمد عبد العزيز.
ويترأس هذه اللجنة حمة سلامة، القيادي في الجبهة، إلى جانب محمد علي سيد البشير الذي يشغل منصب "وزير الداخلية"، بالإضافة إلى قياديين آخرين، كمحمد الولي اعكيك وسالم سيد إبراهيم لبصير، وإبراهيم محمود بيد الله ومحمد فاضل؛ في حين حضرت أيضا بعض الوجوه النسائية، كخديجة حمدي عبد الله وفاطمة الشيخ المهدي وعيشو بركي، وغيرهن.
ويرى حمادة البيهي، الناشط الحقوقي والعائد من مخيمات تيندوف، أن هذه الخطوة التي أعلنت عنها جبهة البوليساريو لا تعدو أن تكون تكريسا للوضع المزري الذي تعيشها المخيمات، في الوقت الذي يأتي فيه اختيار الأمناء والمحافظين في مؤسسات ما يسمى "الدولة الصحراوية" من أجل تعيين أشخاص يعملون على تنزيل سياسات الجبهة في الميدان، من خلال التأطير والتكوين وحتى التحريض.
وقال البيهي، في تصريح لهسبريس، إن هذه الانتخابات لا تتوفر فيها أدنى شروط الديمقراطية، حيث يقوم أعضاء الأمانة العامة بالإشراف على هذه العملية. كما أن المرشحين لا ينحدرون بالضرورة من الدوائر التي يمثلونها، كما يبقى مسار الانتخابات معدا ومرسوما من قبل قيادة الجبهة.
وتبعا لذلك، وصف الناشط الحقوقي هذه الخطوة بـ"المسرحية"، مستشهدا في ذلك بالأشخاص الذين ينتمون إلى الأمانة العامة، وهم من مؤسسي الجبهة ولا يزالون في مناصبهم، كما أنهم يقومون من سنة إلى أخرى بتغيير الحقائب فقط، منذ سبعينيات القرن الماضي.
"أعرف مرشحا منذ 1977 عندما كنت طفلا وهو لا يزال يترشح ويغيرونه من دائرة إلى دائرة"، يقول حمادة البيهي، الذي أبرز أن جبهة البوليساريو لا تقوم إلا بإنتاج الحلقة نفسها، واصفا ما يحدث حاليا بـ"المسرحية التي حان الأوان أن تنتهي ويوضع لها حد".
واعتبر المتحدث ذاته أنه لا يمكن حل النزاع بالطريقة الحالية التي تنتهجها الأمم المتحدة، بالنظر إلى أن الطرف الآخر لا يتمتع بالسيادة، وإنما هناك يوجد صحراويون يتحدثون باللسان الجزائري، مضيفا أنه لا يمكن إيجاد حل ما دامت الجزائر خارج المفاوضات، في حين أن المخيمات توجد في تندوف التي هي أرض جزائرية.
ولفت البيهي إلى أنه في أول مرة في تاريخ هذه القضية يغيب الأمين العام لجهة البوليساريو عن أكبر المؤتمرات الداعمة للجبهة، لأسباب تعود إلى أن المعني مطلوب للعدالة الاسبانية؛ فيما يتابع عدد من القياديين الآخرين في قضايا بتهمة ارتكاب خروقات لحقوق الإنسان.