تقاليد و عادات صحراوية: حنا مَا نْجْرْحُو الْعِيد" تقليد يمنع سكان الصحراء من تناول لحوم الأضاحي

"حنا ما نجرحو العيد"؛ عبارة شائعة تعوّد الإنسان الصحراوي على سماعها مع كل عيد أضحى، وتشير إلى ضرورة الاقتصار فقط على تناول "الدوّارة" في اليوم الأول من هذه المناسبة الدينيّة دون تقطيع لحم الأضحية لأكل لحمها.
واختار صحراويون أن يتخلصوا من عباءة هذا التقليد الصحراوي التليد، بينما لازالت فئة منهم تتشبث بضرورة "عدم جرح الأضحية في أول أيام عيد الأضحى" لأسباب تختلف من شخص إلى آخر، في حين يبدأ شواء اللحوم في ثاني وثالث أيام "العيد الكبير".
ويعود التقليد المذكور، حسب عدد من الباحثين، إلى أن الصحراويّين، الذين يعيشون في محيط قاحل، تعودوا على أن يحتفظوا بلحوم الأضاحي إلى اليوم الموالي للعيد، من أجل "تقديده"، وهو ما يصطلح عليه في اللسان الصحراوي الدارج بـ"التيشطار"؛ فيما يقوم باستهلاك أحشاء الأضحية، من كبد وقلب وغيرهما، بالإضافة إلى الرأس، بالنظر إلى كونه غير قابل للتقديد.
ويعتبر "تقديد" أو تجفيف اللحوم من أبرز التقنيات التي كان ولازال عدد من الصحراويين يعتمدونها من أجل المحافظة على اللحوم، مثل عدد كبير من شرائح المجتمع المغربي، لكنّهم يستندون في ذلك على الظروف الطبيعية القاسية التي يعيشون فيها، بالإضافة إلى عدم توفر عدد منهم على ثلاجات من أجل المحافظة على جودة اللحوم.
أما اليوم، ورغم التغيرات التي دخلت على حياة الصحراويين، إلا أن عددا منهم لازالوا يتشبثون بعدم الاقتراب من لحم الأضحية في اليوم الأول من العيد؛ فيما يذهب اعتقاد عدد منهم إلى كون هذه الممارسة تعود لأسباب دينية، رغم أنها لا تجد أي سند شرعيّ لذلك.
[color=#990000]أصوات نيوز :العيون [/color]
