هجرة لاعبين مغاربة إلى الخليج تهدد مردودية "أسود الأطلس"

بحثا عن عقد بامتيازات أفضل هاجر سرب من لاعبي المنتخب الوطني المغربي إلى الخليج، ضاربين عرض الحائط تصريحات سابقة لمدرب المنتخب هيرفي رونار، الذي أكد رفضه التعامل بأي شكل من الأشكال مع المحترفين في دوريات قطر، الإمارات، السعودية وجيرانهم، مغلبين مصلحتهم الشخصية على أي اعتبارات وطنية أخرى، فهل يكون لانتقال بوصوفة وبرادة إلى الجزيرة والنصر الإماراتيين والعربي إلى لخويا القطري تأثير على مستقبل المنتخب؟
لطالما كان امبارك بوصوفة واحدا من ألمع لاعبي وسط الميدان في المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، ورغم غيابه الطويل عن عرين "الأسود"، إلا أن عودته جاءت أفضل مما كان يتوقعه أكبر المتفائلين، ليزيح حكيم زياش من مركز أساسي كان مضمونا في نظر الكثيرين، بفضل عين ثاقبة لرونار وثقت في إمكانيات اللاعب رغم مشاكله العديدة مع لوكوموتيف موسكو، التي خفضت من قيمة أسهمه قبل أن يعرج على بلجيكا.
بدوره يوسف العربي ورغم الانتقادات الكثيرة التي يتلقاها بين الفينة والأخرى من قبل الجمهور المغربي، إلا أنه فرض نفسه بقوة داخل التشكيل الأساسي للفريق الوطني منذ فترة، واستطاع بخبرته المتراكمة في الدوري الإسباني منذ أربع سنوات السيطرة على مكانته رغم محاولات فاشلة من مصطفى الكبير، ياسين بامو، خالد بطيب وآخرين.
خط الوسط لم يكن متألقا فقط بوجود بوصوفة، فعبد العزيز برادة، الذي توقع له الكثيرون مستقبلا زاهرا بعد إبداعه مع منتخب أقل من 23 سنة، عبر مشاركته المتميزة في أولمبياد لندن 2012، وظهوره اللافت مع خيتافي في مرحلة أولى من مساره الاحترافي، جعل مكانته مضمونة رفقة المنتخب، قبل أن يبحر بخياراته صوب نادي الجزيرة الإماراتي، ليدرك هفوته بالإسراع في تغيير البوصلة إلى مارسيليا الفرنسي، غير أن أمواج أوروبا لفظته من جديد، صوب النصر الإماراتي، لعله يجد طريقا لموهبة دفنها بين رمال "البترو دولار".
واعتبر حسن مومن، الناخب الوطني السابق، في تصريح لـ"هسبورت"، أنه باستثناء برادة الذي تراجع مستواه منذ فترة فإن انتقال كل من العربي وبوصوفة في الوقت الحالي للممارسة في قطر والإمارات لن يكون له بطبيعة الحال انعكاسات إيجابية على الفريق الوطني، "بالعودة إلى تصريحات الناخب الوطني الذي أكد رفضه الاعتماد على اللاعبين من الدوريات الخليجية".
وأضاف مومن أن مراجعة رونار لقراره سيمكنه من الحفاظ على الشاكلة نفسها التي كونها خلال المباريات الأخيرة، مشيرا في الآن ذاته إلى أنه في حال وُجِد بديل لبوصوفة ممثلا في حكيم زياش، فإن بديلا في المستوى ليوسف العربي لا يوجد حاليا لا على الساحة الوطنية أو في أوروبا.
وأوضح المدرب السابق لـ"أسود الأطلس" أنه من الصعب إعطاء حكم مسبق حول إمكانية تأثر مردود المنتخب بانتقال الأسماء المذكورة إلى الدوريات الخليجية، مردفا "يجب إعطاء الفرصة للأسماء المميزة في الخليج العربي خلال الموعدين المقبلين أمام كل من ألبانيا وساوتومي، ومن تم يمكن الخروج بخلاصات حول الطريقة التي من الممكن أن يتعامل بها رونار مع المنتخب قبل مباراة الغابون برسم إقصائيات كأس العالم 2018".
