بعد الصفعة الأمريكية.. الجزائر تبتلع الإهانة وتغرق في صمت العاجزين !

أصوات نيوز/
في كل مرة تُهزم فيها الجزائر دبلوماسيًا، يلجأ نظامها العسكري إلى إصدار بيانات جوفاء محملة بلغة خشبية، معتقدًا أن الضجيج الإعلامي قد يخفي حجم الهزيمة التي يتلقاها على أرض الواقع. والواقع اليوم أن الجزائر أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى، بعدما أغلقت الدول الإفريقية أبوابها في وجه مشروعها الانفصالي، وتوالت الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على صحرائه، فيما لم تجد الجزائر سوى بيانات باردة للتعبير عن “أسفها” و”قلقها” الذي لم يعد يعني أحدًا.
ففي الوقت الذي يرسّخ فيه المغرب شراكاته الإستراتيجية مع القوى العالمية، آخرها تأكيد الولايات المتحدة على دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لم تجد الجزائر سوى الصمت المطبق، متخلية عن أسلوبها المعتاد في الصراخ والوعيد، وكأن البيت الأبيض يمثل لها “خطًا أحمر” لا تجرؤ على تجاوزه. وهذا ليس بغريب على نظام يجيد سياسة “الهروب إلى الأمام”، متجاهلًا أن العالم لم يعد يلتفت لتصريحاته المتكررة عن “حق تقرير المصير”، وهو الشعار الذي فقد بريقه بعدما انكشف دوره الحقيقي: محاولة يائسة لإضعاف المغرب.
وعلى الرغم من محاولاتها المستميتة لاختراق الساحة الإفريقية، إلا أن دول الساحل والغرب الإفريقي أدارت ظهرها للجزائر، متخلصة من أوهامها حول الجمهورية الوهمية، بل وذهبت أبعد من ذلك بإغلاق أجوائها أمام الطائرات الجزائرية، في مشهد يعكس حجم الكارثة الدبلوماسية التي تعيشها السلطة الحاكمة في قصر المرادية.
أما داخليًا، فالمشهد أكثر بؤسًا: أزمة اقتصادية خانقة، قمع سياسي متزايد، وسخط شعبي يتصاعد ضد حكم العسكر، الذي لا يزال يتوهم أنه قادر على استعادة شرعيته المفقودة من خلال استعداء المغرب. فبدلًا من الانشغال بتنمية البلاد وإيجاد حلول للأزمات المتفاقمة، يواصل النظام الجزائري تبديد ثروات الشعب في دعم ميليشيات انفصالية فاشلة، فيما يترقب المواطن الجزائري يومًا بعد يوم انفراجة لن تأتي من نظام لم يعرف يومًا كيف يكون شريكًا موثوقًا أو حتى دولة مسؤولة عن شعبها.
في النهاية، يبقى الفرق واضحًا بين من يرسّخ موقعه كشريك دولي موثوق، وبين من يبحث عن متنفس يائس عبر تحالفات معزولة، كاستقبال وزير الخارجية الإيراني في وقت يلتقي فيه نظيره المغربي كبار مسؤولي البيت الأبيض. إنها صورة تختصر كل شيء: هناك دول تصنع التاريخ، وهناك أخرى تعيش على هامشه، تتخبط في أزماتها وتبحث عن شماعات تعلق عليها فشلها
