العدوي لمسؤولي التعليم بسوس: "فِينْ مْشاو فْلُوس الأكاديمية"

كَدِلاءِ ماءٍ مثلجّ نزلتْ انتقادات والية جهة سوس ماسة، زينب العدوي، على عدد من مسؤولي التعليم بالجهة، وعلى رأسهم مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في اجتماعٍ قدّمتْ فيه صورة "قاتمة" عن واقع المدرسة العمومية.

والية جهة سوس- ماسة لم تتردّد، منذ بداية كلمتها، في توبيخ مسؤولي التعليم بجهة سوس ماسة، وفي تحذيرهم من مغبّة التقاعس عن أداء المهامّ المنوطة بهم على أحسن وجه، وذهبت إلى القول، وهي تضربُ على طاولة الاجتماع، مخاطبة المسؤولين: "جْمعو راسكم، راني كانقولها لكم من دَبا".

وتساءلَت العدوي، مواصلةً النقرَ بعقبِ قلمها على الطاولة، ليكونَ لكلامها وقَعٌ أقوى على المسؤولين عن التعليم بجهة سوس ماسة: "فين مشاوْ دُوك الفلوس؟"، في إشارة إلى الميزانية المرصودة من المال العامّ للأكاديمية، وأردفتْ بنبرة حازمة: "الفلوس ديال الأكاديمية يْبانو فالمدارس ديالنا ولّا نْدير شغلي".

ولمْ تكتف والية جهة سوس ماسة بتوبيخ مسؤولي التعليم عن الجهة، بل أعلنتْ في الحين شروعها في اتخاذ إجراءات لمراقبة عمَلهم، وأكّدت أنّها قرّرت، بعد اجتماع مع مدراء مختلف المدارس سواء العامّة أو الخاصة، استنفار أجهزة السلطة للقيام بهذه المهمّة.

"أنا دَبا مْخْرّجة لِجن سلطة يرأسها باشا، تخرج وتشوف كل مدرسة ماذا ينقصها، لأني كسلطة لن أسمح بالتهاون والتهرب من المسؤولية، حيتْ هادشي كثير"، تقول العدوي مخاطبة المسؤولين، مضيفة: "هناك عمل جادّ خاصّو يْدّار".

الإجراءات التي أعلنت والية أكادير اتخاذها جاءت إثر زيارة ميدانية قامتْ بها إلى عشر مدارس ابتدائية عمومية بأكادير، بما فيها تلك التي تخرّج زُبْدة المجتمع، "la crème de la société"، من مهندسين وأطر تقنية، ولخّصتْ وضعَ هذه المدارس بعبارة "لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم".

وانتقدت العدوي بشدّة بعض السلوكيات السائدة في المدارس، من قبيل فرْض الأساتذة على التلاميذ والطلاب نسْخ المقررات، قائلة: "كاين التلامْذ لي كيخلصو 25 درهم باش يديريو فوطوكوبي.. كلّ أستاذ كيطلبْ منهم عشرين درهم. هادي ما بقاتش مدرسة عمومية"؛ مضيفة: "ها التشخيص ديال الواقع".

ودافعت والية أكادير عن "أولاد الشعب"، الذين يدرسون في المدرسة العمومية، بقولها: "كاين اللي يْسّْر ليه الله ومشا للقطاع الخاص، وأيُّ قطاع خاص، إيوا ولاد الشعب فين غادي يقراو؟"، قبل أن تضيف، موجّهة خطابها للمسؤولين: "سيرو سمعو لهم، ودخلو شوفو الطواليت، داكشي راه حشومة أعباد الله في القرن الواحد والعشرين".

ويبْدو أنَّ العدوي يصلُها ما يجري داخل المؤسسات التعليمية بالتفاصيل، عبر التواصل مع التلاميذ، فبعْد أن استنكرتْ عدمَ توفّر المدارس حتّى على مرافق صحّية لائقة، أردفت: "راه الناس كيصيفتو لي فالأيْبادْ ديالي، داكشي راهْ ما فيه ما يتشاف، ويَندى له الجبين"، وذهبتْ إلى وصف المدارس التي زارتها بـ"الكوري".

وكانَ مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة أكثر المسؤولين عن التعليم الذين طالتْهم "نيران" العدوي، إذْ قالتْ، وهي تتحدث عن زيارتها إلى عدد من المدارس: "قالّي أنا هو المدير، قلت له أنت هو المدير؟ سِيماهم على وجوههم".

وواصلت الوالية نقْلَ مُجريات الحوار الذي دارَ بينها وبين مدير الأكاديمية ذاته، قائلة: "قلت لو زيد دخل.. داكشي غريب، وسوّلتو شحال هادي وانت هنا؟ قالي 11 عام، قلت لو طاعت الله تدير غير action (إجراء) وحدة في كل شهر، ستتحسن، وهادشي في أكادير، فكيف نتحدث عن المصالحة مع العالم القروي؟".

ونبّهت المتحدثة ذاتها المسؤولين إلى أنَّ التلاميذ المغاربة أصبحوا يقارنون بين المدرسة المغربية والمدارس التي يدرس فيها نظراؤهم في الدول المتقدمة، من خلال وسائط الاتصال الحديثة، قائلة: "في الولايات المتحدة، والله العظيم المدرسة العمومية في قُراهم أحسن من المدارس الخاصّة اللي عندنا في المدن، وحتى فالعاصمة".

وختمتْ العدوي تقْريعها للمسؤولين عن الشأن التعليمي بجهة سوس ماسة، وخاصّة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، بالقول: "خليو فلوس الأكايديمة يبانو على وليداتكم، وإلا راكم غاديين للهاوية، راه اللي كيجعل الجهة قوية هي المؤشرات الاجتماعية".

OCP 10-12-2023

شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.