كاتب أمريكي يوصي الجزائر بالاقتداء بالمغرب للخروج من الأزمة
رسمت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية صورة قاتمة عن الوضع السياسي والاقتصادي في الجارة الشرقية الجزائر، مشددة على ضرورة القيام بعدد من الإصلاحات من أجل الخروج من وضعها الحالي، وكذا لكي لا تتطور الأمور إلى ما حدث في بعض الدول كما هو الحال في ليبيا، فيما اعتبرت أنها لم تنج بعد من رياح الربيع العربي التي هبت على دول المنطقة.
واعتبر الكاتب الأمريكي روبيرت لوني، محرر المقال على صدر "فورين بوليسي"، أن النظام الجزائري يعدّ من بين أكثر الأنظمة السياسية الأكثر سلطوية وفسادا في العالم؛ وهو ما جعل وضعيتها تزداد تفاقما، ما يشكل تهديدا لمنطقة شمال إفريقيا بشكل عام، مبرزا عددا من المؤشرات التي تكشف حجم الفساد الذي ينخر الجسم الاقتصادي في البلاد، خاصة مع توفرها على ثروة بترولية وغازية ضخمة دون أن يستفيد منها المواطن الجزائري.
روبيرت لوني، الخبير في العلاقات الدولية، أوضح، في مقاله التحليلي، أن مستقبل الجارة الشرقية قد يكون مشابها لما يجري في سوريا وليبيا في حال ما إذا لم يقم النظام الجزائري بإصلاحات جوهرية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بالنظر إلى عدد من المؤشرات التي تكشف عن انخفاض أسعار البترول؛ وهو ما يعني تراجع الأرباح الذي تجنيها الدولة الجزائرية من البترول، ما ينعكس سلبا على احتياطاتها من العملة الصعبة، وكذا التأثير السلبي على عدد من الامتيازات الاجتماعية التي كانت ممنوحة للجزائريين.
وتابع الكاتب الأمريكي التأكيد على أن انخفاض الأسعار البترولية سيجعل الحكومة الجزائرية غير قادرة على تمويل برامج الرعاية الاجتماعية؛ وهو ما يهدد استقرار البلاد، في ظل الانتفاضات التي لا تزال تتهدد عدد من دول المنطقة، كما هو الحال بالنسبة لمصر.
أوصى روبيرت لوني الجزائر بضرورة نهج إصلاحات اقتصادية، ووضع حد لتذبذب معدلات النمو، من خلال تنويع مصادر الاقتصاد، والسير على خطى المغرب، الذي قام بعدد من الإصلاحات، تورد "فورين بوليسي"، بالنظر إلى أنه لا يتمتع بتلك الثروة البترولية والغازية التي تتوفر عليها الجزائر.
واعتبر الخبير الأمريكي أن النظام السياسي في الجارة الشرقية يصنف ضمن أكثر 10 أنظمة سياسية هي الأكثر فسادا في العالم؛ وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا على استقرارها، معرجة على الامتيازات التي يتمتع بها عدد من المسؤولين في الجزائر، دون أن يستفيد عامة المواطنين منها، وفق نظام اقتصادي تنموي معقلن.