طلب المغرب العودة رسميا إلى الاتحاد الإفريقي يثير حنق الجزائر
يبدو أن الجزائر منزعجة كثيرا من خطوة تقدم المغرب رسميا بطلب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، بعد غياب دام 32 عاما احتجاجا على اعتراف الاتحاد بعضوية جبهة البوليساريو الانفصالية؛ فقد سارعت الآلة الدبلوماسية والإعلامية للجارة الشرقية إلى تبييض صورتها إقليميا ومهاجمة الأمم المتحدة.
وظهر أبرز موقف رسمي للجزائر، إلى حدود الساعة، من خلال كلمة لرمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71 بنيويورك، باتهامه للمنظمة الأممية ومعها مجلس الأمن بفقدان نفوذهما، على حد تعبيره، في ملف الصحراء مدعيا أن "مسار السلم والتسوية في الصحراء الغربية فقد نزاهته وشهد هذه السنة تطورات سلبية عديدة".
وعاد لعمامرة، مرة أخرى، ليثبت صلة بلاده ومسؤوليتها الواضحة في نزاع الصحراء بدعوته الأمم المتحدة إلى ما نعته بتصفية الاستعمار في الأقاليم الجنوبية، في إشارة مستفزة إلى المغرب، مضيفا: "الأمم المتحدة ستعمل على تحقيق أكبر نجاحاتها في الصحراء الغربية، من خلال استكمال عملية تصفية الاستعمار بهذا الإقليم".
كلمة المسؤول الجزائري حاولت مقارعة المغرب على المكانة المتقدمة التي تحوزها المملكة في القارة السمراء، حيث طالب لعمامرة المنتظم الدولي بضرورة إيلاء "أولوية كبيرة" لإفريقيا "تلبية لحاجياتها من حيث البنى التحتية والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء.. وضرورة تطبيق أجندة التنمية المستدامة لأفق 2030 ".
إلى ذلك، عجّت وكالة الأنباء الرسمية للجزائر، وعلى غير عادتها، بمقالات تحليلية مترجمة عن مجلات وصحف تتحدث عما وصفته "قوة الجزائر الإقليمية"، خاصة في إفريقيا؛ مثل افتتاحية لمجلة فرنسية تدعى "قضايا دولية" في عددها الأخير، الذي أورد أنه "أكثر من نصف قرن بعد الاستقلال أصبحت الجزائر قوة إقليمية مهمة وعنصرا أساسيا في المغرب العربي وذا نفوذ في إفريقيا. كما أنها قوة متوسطية، ولها علاقات متعددة مع أوروبا".
وفي مقال تحليلي، مترجم عن كاتب فرنسي متخصص في القانون والعلاقات الدولية، ادعى فيه أن الجزائر تعد "قطبا للاستقرار في منطقة تتميز باللااستقرار المتنامي، بالرغم من التهديدات الخارجية"، على أنها "أكبر بلد إفريقي والثاني من حيث عدد السكان العرب بعد مصر، وكذا حاجزا أمام الإرهاب".
وكان الطيب الفاسي الفهري، مستشار الملك محمد السادس للشؤون الخارجية، قد سلّم دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، الطلب الرسمي للمملكة من أجل العودة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي؛ وذلك أمس الجمعة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة على هامش اجتماعها في دورتها الـ71 في مدينة نيويورك الأمريكية، وفق ما كشف عنه بيان للاتحاد الإفريقي.
وكشف البيان أن دبلوماسيا مغربيا (لم يذكر اسمه) سلّم نسخة من الرسالة اليوم ذاتها، في مقر الاتحاد الإفريقي، "كإجراء برتوكولي" لدى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ فيما جرى إبلاغ الرباط، عبر مستشار العاهل المغربي، بأن الطلب المغربي سيتم تعميمه على الدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي، وسيوضع في أجندة القمة الإفريقية المقبلة التي ستستضيفها أديس أبابا في يناير 2017.
[color=#990000]أصوات نيوز//[/color]