بنعطية يكشف سبب اختياره اللعب للمغرب على الجزائر….
جرى الدولي المغربي المهدي بنعطية، حوارا مع بوابة العين الإلكترونية، تحدث فيه عن تفضيله اللعب للمغرب عوض الجزائر وكذلك عن وضعية "أسود الأطلس" في الطريق نحو مونديال 2018 بروسيا، وقدرة المدرب هيرفي رونار على تحقيق حلم المغاربة في ظل الانتقادات الأخيرة بعد التعادل مع الكوت ديفوار.
المحترف بنادي يوفنتوس الإيطالي وقطب دفاع "أسود الأطلس" ، تحدث أيضا عن وضعيته داخل نادي السيدة العجوز وهاجس الإصابات الذي يلاحقه، نقط كثيرة تطرق إليها عميد "الأسود" في حواره مع بوابة العين الإلكترونية، فيما يلي نص الحوار كاملا كما نشرته "بوابة العين":
* لماذا تتكرر اصاباتك بشكل ملفت للنظر؟
– أجاب بنفس الهدوء الجم الذي يتمتع به "ينبغي على الجميع أن يفهم أن الإصابات تدخل ضمن أخطار المهنة، وبالتالي ينبغي تقبلها، من ناحيتي لا يمكنني أيضا الاعتراض على إرادة الله".
والدة بنعطية تكذّب أباه
بن عطية يتطلع لإنجاز عربي فريد قبل ترك البافاري
* لكن بعض الجماهير المغربية خصوصا غاضبة وتظن أنك تفضل الغياب عن أسود الأطلس للتركيز مع اليوفي؟
– لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أرفض تمثيل المنتخب المغربي، واتفهم أن الشعب المغربي يريد مشاهدتي حاضرا في جميع مقابلات "أسود الأطلس"، لكن ينبغي على الجميع تفهّم إن الإنسان لا يختار أن يكون مصابا، كل ما أعد به الجماهير المغربية أنني لن أدخر أي جهد في الدفاع على راية الوطن.
* ربما يذكرنا هذا بتفضيلك الانضمام للمغرب رغم تلقيك عرضا للعب للجزائر، فهل تشعر بالندم على تجاهل دعوة الخضر المتألقين قاريا وعالميا حاليا بعكس المنتخب المغربي؟
– في البداية أحب أن استغل حواري معكم الذي عرفت أنه يجد صدى كبير في أنحاء الوطن العربي لكي أجدد التهاني للمنتخب الجزائري الذي شرف كرة القدم الإفريقية خلال مشاركته الأخيرة في مونديال البرازيل 2014.
لكن بصراحة فأن مسألة اختيار المنتخب الذي سأمثله لم تكن معضلة بأي حال، باعتبار أن انتمائي كان دائما للمغرب. صحيح أنني مولود في فرنسا وأن والدتي جزائرية، غير أن اختياري اللعب لصالح المغرب نابع أساسا من القلب ولا دخل فيه للنتائج الرياضية، يمكنك القول إنني مغربي الهوى.
* استعانة منتخبات شمال إفريقيا باللاعبين المولودين في أوروبا تظل مسألة مثيرة للجدل، خاصة فيما يتعلق بمدى ولاء هؤلاء للوطن الأم، ما رأيك؟
– شخصيا أعتبر التجربة ناجحة بشكل كبير، ولو أنني أعتقد معكم أن عامل "حب الوطن" يحدد بشكل كبير قيمة الإضافة التي سيقدمها كل واحد من هؤلاء اللاعبين، وفي هذا الإطار يجدر الاعتراف إلى وجود اختلاف كبير بين اللعب لصالح نادي وبين الدفاع عن زي المنتخب الوطني في الجوانب النفسية والحماسية.
* كثر الكلام في المغرب مؤخرا حول مدى قدرة هيرفي رينار على تقديم الإضافة "لأسود الأطلس"، فهل تعتقد أنه قادر على تحقيق حلم التأهل للمونديال؟
– لا يمكن لأي مدرب في العالم أن يحصل على الإجماع باعتبار أن كل شخص يملك رؤية خاصة به.
بحكم تعاملي معه، أؤكد للجميع أن رينار مدرب صارم يعمل وفق منهجية واضحة من أجل تحقيق الأهداف التي يرنو إليها الجميع في المغرب.
على الجميع أن يجنّب الخلافات في الفترة الحالية لمساعدته، خاصة وأنه نجح في السابق في قيادة منتخب زامبيا وكوت ديفوار إلى الفوز بمسابقة أمم إفريقيا، ما يعني إنه فنيا يستطيع تقديم الإضافة المرجوة وإعادة الأسود إلى أجواء المونديال.
* قبل أن نخرج من الأجواء العربية، أود سؤالك عن موقفك من الأصوات المطالبة بسحب تنظيم مونديال 2022 من قطر؟ وهل تمتلك الدولة الخليجية الصغيرة القدرة على تنظيم بطولة ناجحة؟
– بداية وبعيدا عن اعتبارات عرقية معينة، فأن المبدأ إنه على الجميع احترام قرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم.
بالنسبة لي شخصيا، أعتقد أن جميع القارات تملك كل الإمكانات اللازمة من أجل تنظيم هذه المسابقة العالمية.
* نعود إلى يوفنتوس حيث لا تلعب بشكل مستمر رغم أن هناك من يعتبرك أفضل مدافع في العالم حاليا، لماذا؟
– بطبيعة الحال أنا فخور بهذه الإشادة، غير أني في الحقيقة لا أعيرها أهمية كبري، ما أسعى إليه أن أقدم أفضل ما لدي كلما وقع الاعتماد علىّ سواء مع فريقي اليوفنتوس أو مع منتخب المغرب.
بالنسبة للجزء الآخر من سؤالك فليس لدي إجابة لأن وظيفتي أن ألعب وليس أن أحل محل المدرب، وهو له رؤية فنية يجب احترامها، كما لا تنسى أنني عانيت لفترة طويلة من إصابات متلاحقة.
* هل يمكن أن تلخص لنا الفرق على المستويين الإنساني والفني بين جوارديولا وأليجري؟
– كما قلت من قبل كلاهما مدربان رائعان وهما أيضا مهووسان بتحقيق الإنجازات، غير أنني بصراحة أرى أن أليجري قريب من لاعبيه إنسانيا أكثر من جوارديولا.
* سبق لك أن خضت تجارب في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، هل لك أن تقارن بين دوريات البلدان الثلاث؟ وما هو أصعب دوري لعبت فيه؟
– أنا بالفعل محظوظ باللعب في 3 دوريات رائعة، ورغم صعوبة المقارنة كون الثقافة الكروية تختلف من بلد لآخر، فإنه مع كامل احترامي للدوريين الألماني والفرنسي، يظل الدوري الإيطالي، هو الأقوى من وجهة نظري، بحكم أن جميع الفرق تمتاز بقوتها التكتيكية والبدنية، ما يجعل جميع المباريات صعبة بدون استثناء.
* لماذا لا نرى لاعبين عرب يتألقون في الدوري الإيطالي مثل بقية البطولات الأوروبية؟
– لا يمكن التعميم، هناك لاعبين ينشطون في الدوري الإيطالي يتقدمهم صلاح وغلام وهما لاعبان رائعان، كما إن تعاقد روما ونابولي معهما يؤكد الثقة الكبيرة في قدرتها على تقديم الإضافة.
من جهة أخرى، لا ينبغي أن ننسى أنهما قدما مردودا رائعا مع منتخبيهما، مصر والجزائر، مما يفسر إصرار الناديين على التعاقد معهما.
* أخيرا شاهدنا نجوما عالميين لعبوا في بطولات "صاعدة" في الخليج وأمريكا والصين، فهل تفكر في الانضمام لهم لو تلقيت عرضا عربيا مثلا؟
– في الوقت الحالي كل تركيزي منصب على مسيرتي مع اليوفنتوس، الذي أطمح للفوز معه بكل الألقاب الممكنة، وأعتقد أن من السابق لأوانه التحدث عن المستقبل الآن، ربما عندما يحين الوقت المناسب، لن أتردد في دراسة جميع العروض التي تصلني.