العيون: اتحاد كتاب المغرب يطلق *نداء العيون الثاني حول الارتقاء بالإبداع في الصحراء*
أطلق اتحاد كتاب المغرب، أمس السبت، بمناسبة احتضان مدينة العيون لأشغال ندوة فكرية حول "العادات الاجتماعية في الصحراء: الثوابت والمتغيرات"، نداء العيون الثاني بشأن "الارتقاء بالإبداع في الصحراء".
ويراهن اتحاد كتاب المغرب، مرة أخرى، من خلال هذا النداء الثاني، الذي تلته السيدة العالية ماء العينين ، استاذة باحثة في أدب الغرب الاسلامي والثقافة الشعبية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على التنبيه للحراك الإبداعي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية، في تطوره وديناميته وتناميه وثرائه، وذلك بغاية دعم حركية الإبداع في الصحراء، والارتقاء به، وتحفيز أجياله، من المبدعين الشباب على وجه الخصوص، عبر تشجيعهم على الإبداع والكتابة والنشر والعطاء، وعلى الانخراط بشكل منتج ومؤثر، في هذه الدينامية الإبداعية المضيئة، بما يساهم في تطوير التجارب الإبداعية في الصحراء، في تعدد أجيالها ومكوناتها وأجناسها التعبيرية، وفي إشعاعها الوطني والخارجي.
ويأتي الإعلان عن هذا النداء عقب النجاح الذي عرفته ندوة "الكتابة السردية الحديثة في الصحراء"، التي نظمها فرع الاتحاد بالعيون، عام 2015، وحرصا من اتحاد كتاب المغرب على دعم الدينامية الثقافية والإبداعية المتميزة، التي أصبحت تعرفها الأقاليم الجنوبية، وعلى لفت انتباه كافة الساهرين على تدبير الشأن العام، مركزيا ومحليا، وكل من يهمه الأمر، إلى أهمية الثقافة والإبداع ودورهما المركزي في أية تنمية مجتمعية.
ويتوجه اتحاد كتاب المغرب بهذا النداء إلى الساهرين على تدبير الشأن العام، مركزيا ومحليا، بالنظر لموقعه ومكانته الاعتبارية ضمن النسيج الثقافي الوطني، وذلك في إطار سعيه الدائم إلى الدفاع عن دعم حركة الإبداع والتأليف والنشر، وتعزيز كل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق التنمية الثقافية في بعدها الإنساني والرمزي، بغاية العمل على إدراج الثقافة في كافة المخططات والبرامج التنموية الآنية والمستقبلية، والارتقاء بحركة الإبداع، ودعم المبدعين الشباب على وجه الخصوص، في الأقاليم الجنوبية.
وأبرز النداء أن اهتمامات الاتحاد بالمكون الثقافي الحساني، في شقه المادي واللامادي، يرتكز على اعتبار الثقافة الحسانية رافعة للتنمية المجتمعية، وتعبيرا عن الخصوصية المحلية والجهوية، داعيا إلى تفعيل الحسانية، ثقافة وإبداعا ولهجة وتقاليد يومية، عبر السعي إلى إدماجها في الأوراش وفي المشاريع الثقافية والإبداعية المحلية والجهوية، وأيضا داخل البرامج والسياسات العمومية واستراتيجيات التنمية المستدامة.
وعبر اتحاد كتاب المغرب في هذا النداء ،عن تفاؤله براهن ومستقبل الإبداع في الصحراء، معبرا عن اقتناعه من كون المناطق الجنوبية تزخر بمبدعات ومبدعين شباب، أضحوا يشكلون اليوم علامات مضيئة في المشهد الإبداعي الوطني، كما تشهد على ذلك إنتاجاتهم الأدبية والفنية والجمالية، بشكل يعزز الحراك الثقافي والإبداعي وطنيا، ويساهم في توسيع الأفق الثقافي والإبداعي والجغرافي للاتحاد، عبر السعي إلى تأسيس فروع جديدة بالأقاليم الجنوبية، لتنضاف إلى فرعي العيون وك ليميم.
وبعد أن ذكر بأن الصحراء شكلت دائما مرتعا فذا للخيال، وفضاء لمسارات من الإبداع لا تنتهيأكد النداء أن تطور الحركة الإبداعية في الصحراء، يشكل، بالنسبة للاتحاد، رهانا متجددا وأفقا مفتوحا، "ما يجعل نداء اليوم، امتدادا وتطويرا لرهان الاتحاد الثقافي والإبداعي الجماعي في هذه المنظمة، وخصوصا في جانبه المتعلق بالاهتمام بالتجارب الإبداعية الجديدة بالبلاد بشكل عام، وبالأقاليم الجنوبية بشكل خاص".
وسجل النداء انه من شأن المتأمل في هذه التجارب الإبداعية الجديدة كما تتبلور وتتطور اليوم في الصحراء، أن يدرك، منذ الوهلة الأولى، مدى انخراطها، في أسئلة المجتمع وراهنه، بما تقدمه من مادة خصبة، تساعد على التأمل في راهن المجتمع وتحوله، في فضاءاته المختلفة، المدينية والصحراوية والقبلية، وفي أزمنته الماضية والراهنة، وفي ملاذاته الروحية والإنسانية، وبما تضمره من أسئلة وقراءات وتحاليل عن الحياة والإنسان والتاريخ والمجتمع والقيم والتاريخ والحب والكينونة والوجود والهوية والمدينة والمرأة والصحراء والعنصرية والحرية والحلم والمنفى والغربة والسجن والبطالة والحيرة والأمية ومعيقات التنمية، وغيرها من القضايا والأسئلة والآفاق الدلالية، التي تمتلثها هذه التجارب بذكاء إبداعي لافت.
وأكد على ضرورة انصات الجميع، حكومة ومؤسسات وسلطات ومجالس منتخبة ومجتمع مدني، لهذه التجارب، واحتضانها ودعمها والاحتفاء بأصحابها، بما يليق بمنجزهم الإبداعي الباذخ، الذي يستحق كل اهتمام ودعم ومتابعة وترحيب.