محتجون يستهجنون "طحن مُّو" …
بصوت واحد وشعارات صاخبة، نعى الحاضرون في المظاهرة الاحتجاجية مساء الأحد بالعاصمة الرباط، بائع السمك الشاب، محسن فكري، الذي أسلم روحه لبارئها، مساء الجمعة، مختنقا تحت آلة لدهس النفايات، بعدما أراد إنقاذ بضاعته التي صادرتها السلطات المحلية بالحسيمة.
وأخرج فكري آلاف الغاضبين للاحتجاج والمطالبة بالقصاص له، وإنصاف كل من تحول سعيه في سبيل لقمته العيش إلى سبب في وفاته، مادام أن "سماك الحسيمة" لم يكن الأول وقد لا يكون الأخير، بل سبقته قبل أشهر معدودات "مي فتيحة" التي ماتت متأثرة بحروقها احتجاجا على مصادرة عون سلطة لقوتها.
الوقفة الاحتجاجية التي تحولت إلى مسيرة ضخمة دقائق بعد بدايتها، اتجهت رأسا إلى مقر وزارة العدل، والمديرية العامة للأمن بالعاصمة الرباط، رفع خلالها محتجون لافتات كتب عليها "طْحنْ مُّو.. الشعب يريد إقالة وزير الداخلية"، "طحنونا كاملين ولا هزوا علينا الظلم والحكرة".
ورفع المحتجون لافتات غاضبة أخرى تستهجن مقتل فكري بتلك الطريقة البشعة، منها "محسن فكري..دمك لن يذهب هدرا"، وهي لافتات امتزجت بشعارات رأى البعض أنها بعثت الروح من جديد في شعارات حركة 20 فبراير، المطالبة بالكرامة والحريّة والعدالة الاجتماعية.
"مسيرة الحكرة" التي غاب عنها زعماء الأحزاب السياسية، خاصة تلك الممثلة في البرلمان، حضرها أحمد عصيد، الناشط الحقوقي الأمازيغي، الذي قال إن الشباب المغربي، ومع المشهد السياسي الذي يكرر الوجوه والأحزاب والخطابات نفسها، يعيش نوعا من الاحتقان في الجو العام".
واستطرد عصيد بأن ما كشفت عنه واقعة الشاب فكري ما هو إلا جزء من هذا الاحتقان الذي ترجم إلى وقفة احتجاجية، غضبا ممّا وقع في الحسيمة وغيرها من المدن، قبل الانتخابات وبعدها"، مبرزا أنه في الدول غير الديمقراطية الكل يتملص من المسؤولية، وتظهر مسؤولية الأشباح".
وتابع الناشط بأن "هناك أخطاء كبرى ترتكب في حق المواطنين، ولا أحد يستطيع تحمل مسؤوليتها"، مردفا أن "هذا الغموض متعمد، الهدف منه الإبقاء على الوضع كما هو عليه"، قبل أن يشدد على هذا أن الوضع لا يمكن أن يبقى على ما هو عليه، وصرخة المواطنين في الشارع لابد أن تدفع السلطة إلى مراجعة حساباتها".
وذهب الناشط الأمازيغي ذاته إلى أن ما حدث في الحسيمة بمقتل بائع السمك، يجب أن يدفع بالقوى الديمقراطية في البلاد، إلى التنظيم من جديد، من أجل ضغط قوي يهدف إلى تقويم الحياة السياسية بالمغرب، وإعادة شيء من المصداقية إليها بعدما افتقدتها لسنوات"، وفق تعبيره.
[color=#ff0000]اصوات نيوز : العيون [/color]