حمدي ولد الرشيد يصنع الحدث في أول يوم من الحملة الإنتخابية…
اذا كان هدف المترشحين عن اقليم العيون هو المرور إلى قبة البرلمان، فإن هدف ولد الرشيد هو أن يمر معه المترشح الثالث ضمن لائحة حزب الإستقلال، وهذا ما أعلن عنه صراحة أمام الملأ ليلة البارحة، وهو يعطي الإنطلاقة للحملة الإنتخابية، الحملة التي صنع فيها الحدث حتى قبل بدايتها، فما كان ظهوره بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وهو يودعُ ملف ترشيحه واقفا أمام مقر العمالة يهمُ دخولها، إلا برهانا قاطعا على النضج السياسي الذي وصل إليه، وعلى الوعي الإعلامي الذي أصبح يتمتع به.
فحمدي ولد الرشيد أعطى قيمة لتلك اللحظة التي وضع فيها ملف ترشيحه وقدرها، وأعطى كذلك قيمة للحظة التي تبدأ فيها رسميا الدعاية واعتبرها، وجمع العشرات من مناضلات ومناضلي حزبه داخل المقر الرئيسي، مطلعا إياهم على برنامجه الإنتخابي، مقدما لهم التوجيه والإرشاد في عملهم الدعائي، وغير ذلك مما يدل على أنه سيعطي القيمة لكل مراحل الحملة ومحطاتها إلى غاية اليوم الثامن وليس السابع من اكتوبر الذي يصادف تاريخ الإقتراع الحاسم وموعده.
ولد الرشيد صنع الحدث أيضا، من خلال أسلوبه، ومن خلال طريقة عمله، ولا من خلال أيضا طموحه، إذ أنه يخوض الإنتخابات وعينه على المقعد الثالث لا الثاني، عكس المنافسين الآخرين الذي يخوضونها وهم متوجسين منها خيفة، فلا أحد منهم، ضامن لمقعده هو نفسه، ما بالك بالذي يليه، وهذه حقيقة، يدركونها في قرارة أنفسهم، خاصة إذا ما تم استحضار نتائج الإنتخابات الجماعية المنصرمة، والتي تصدر فيها حزب الإستقلال حاصدا لوحده 31.175صوتا، من أصل 57.175 صوت معبر عنها، وغالبا ما يتم اسقاط انتخابات الجماعات على انتخابات البرلمان وتكون مقياسا لها، سيما وأن المدة الزمنية بينهما لم تتجاوز السنة الواحدة بعدُ.
وقد يخطئ البعض ويتحجج بفراغ الساحة الإنتخابية العام الماضي أمام "المنسق" ويقول أن المنافسة لم تكن قوية، فولد الرشيد دوما ما يحالفه الحظ وينتصر، وما من تحدي انتخابي يطرح أمامه، إلا ويجتازه ويتغلب عليه، فما من شئ كان أصعب من انتخابات 2009 الجماعية التي اكتسحها وانتصر فيها نصرا مبينا. وإذا كان من تحدي مطروح اليوم أمامه فإنه سيكون المترشحين اللذان يتبعانه في اللائحة، حيث يتوجب عليه أن يُردف معه واحدا منهما على الأقل نحو البرلمان، أو الإثنان معا، ولما لا، فالصناديق مثل كرة القدم غدارة، وعنصر المفاجئة حاضر فيها بقوة، الأمر الذي يشكل خطرا على اللوائح الأخرى لا عليه {ولد الرشيد} رغم أن وكلائها يتذرعون "بالعتبة" التي يعتبر الحديث عنها أكبر من حجمها، فلو تم إنزالها إلى 1 في المئة لا إلى 3 فقط ، فلن تحرك ساكنا فهي ليست سوى مدخل ولن تستطيع التأثير أبدا بقدر ما ستؤثر الأصوات الصحيحة المعبر عنها، ذلك أن بها يتم احتساب النتائج، وبها أيضا يعزُ المترشحُ ساعة الفرز أو يُهان.
[color=#990000]
أصوات نيوز: العيون[/color]
[color=#0000ff]
المصدر: الصحراء اليومية [/color]