تبون يبيع الوهم لشعبه: الجزائر تغرق في الأكاذيب وتتوهم انتصارات وهمية على المغرب في الصحراء

أصوات نيوز/
من يتأمل المشهد الجزائري اليوم، يدرك بلا عناء أن الجزائر تحولت إلى جمهورية للوهم، تُحكم بالعنتريات الفارغة، وتُسوَّق خارجياً عبر أبواق متهالكة لا تتقن إلا الكذب والتزوير. نظامٌ متكلس، تآكلت شرعيته حتى النخاع، ولم يجد ما يغطي به فشله الذريع سوى معاداة المغرب والتشبث بقضية الصحراء المغربية كطوق نجاة واهٍ.
لقد تجاوز النظام الجزائري كل حدود العبث حين أوهم شعبه بأن بلداً بحجم إسبانيا قد خضع لضغوطه الاقتصادية، وتراجع عن دعمه لمغربية الصحراء. والحقيقة التي يدركها كل عاقل أن الجزائر، رغم احتياطاتها الغازية والنفطية، تعيش أزمة خانقة سياسية واقتصادية واجتماعية، فلا مشروع لها سوى تصدير الغاز بأثمان رخيصة، ولا صوت يعلو على صوت القمع والكذب.
بينما كانت الدول تتقدم نحو بناء مستقبل شعوبها، ظلت الجزائر تائهة في عقدة المغرب، ترصد ميزانيات ضخمة لدعم مليشيات انفصالية لا مستقبل لها، وتفتح سفاراتها وممثلياتها في الخارج لخدمة مشروع تقسيم المغرب، متناسية أن العالم تغير، وأن لغة الابتزاز السياسي لم تعد تجدِ نفعاً.
أصبحت الجزائر مرادفاً للتهريج الدبلوماسي. رئيسها عبد المجيد تبون لا يتورع عن إطلاق تصريحات متهافتة تثير السخرية قبل الاستغراب. يتحدث عن سيادة الجزائر وهو يسلم قراراته السياسية والعسكرية إلى جنرالات هرِمين غارقين في الفساد. يدعي الدفاع عن “الشعوب” بينما شعبه يئن تحت وطأة البطالة والقمع والفقر، يُغرق شبابه في قوارب الموت بحثاً عن حياة كريمة في الضفة الأخرى.
لا غرابة أن تتحول الأكاذيب إلى سياسة رسمية في الجزائر..، بُني النظام الحاكم على شعارات ثورية جوفاء، ولم يقدم لشعبه سوى الخيبات المتكررة. في ملف الصحراء المغربية، يكذب النظام على شعبه والعالم، يدعي الحياد وهو الراعي الأول للانفصاليين بالسلاح والمال والدبلوماسية.
لقد أدرك المجتمع الدولي أن الصحراء مغربية شاءت الجزائر أم أبت. اعتراف الولايات المتحدة، ودعم إسبانيا، ومواقف الدول الإفريقية والعربية، كلها تدل على عزلة الجزائر وتآكل مشروعها العدائي. وحتى أولئك الذين كانوا يتعاملون مع الجزائر بمجاملة دبلوماسية، باتوا اليوم يرون فيها نظاماً بائساً يعيش على الأوهام.
الجزائر، برغم ثرواتها الطبيعية، عاجزة عن تحقيق الإقلاع الاقتصادي. يعتمد اقتصادها على النفط والغاز بشكل شبه كامل، ومع أي اهتزاز في أسعارهما، تدخل البلاد في أزمة خانقة. فلا صناعة حقيقية، ولا تنمية مستدامة، ولا رؤية اقتصادية واضحة.
ملايين الشباب الجزائريين عاطلون عن العمل، وعشرات الآلاف يركبون قوارب الموت سنوياً في محاولة يائسة للوصول إلى أوروبا. النظام بدل أن يعالج الأسباب الجذرية لهذه الكوارث الاجتماعية، يواصل إهدار ثروات الشعب على أجندات سياسية خاسرة ومعارك عبثية مع المغرب.
لا يمكن فهم السياسة الخارجية الجزائرية دون إدراك العقدة التاريخية التي يكنها النظام الجزائري للمغرب. فكل إنجاز مغربي، اقتصادي أو دبلوماسي أو عسكري، يتحول إلى كابوس في قصر المرادية. حقد دفين على النجاح المغربي، ومحاولة مستميتة لعرقلة مسيرته.
بينما يبني المغرب شراكات استراتيجية مع قوى عالمية، ويصنع المعجزات الاقتصادية، ويقود تحولات كبرى في إفريقيا والعالم العربي، يقضي النظام الجزائري وقته في المؤامرات والدسائس، وينفق المليارات على شراء ذمم حفنة من المأجورين في حملات يائسة ضد وحدة المغرب الترابية.
مصير النظام الجزائري، في نهاية المطاف، محتوم. التاريخ لا يرحم الأنظمة الفاشلة التي تحكم شعوبها بالحديد والنار وتخون تطلعاتها. لا يمكن لنظام أن يستمر طويلاً وهو يبني شرعيته على معاداة دولة جارة والتغذي على الكذب.
الجزائر بحاجة إلى ثورة حقيقية ضد هذا النظام الفاسد، ثورة تحرر الشعب من كابوس الجنرالات، وتفتح له آفاق التنمية والحرية والكرامة. أما العداء للمغرب، فقد أثبتت التجارب أنه لن يغير من الحقيقة شيئاً: الصحراء مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والمغرب ماضٍ في طريقه إلى القمة، لا يلتفت إلى نباح ولا إلى صراخ الحاقدين
