المخرج المتألق حكيم قبابي:عبد الجبار الوزير … مدرسة الفن و الحياة ** عذرا الحاج عبد الجبار على تقصيرنا تجاهك**
في حوار للمخرج المتألق حكيم قبابي خص به حصريا [color=#990000]**جريدة أصوات نيوز**[/color] حول شخصية من رجالات السينما و المسرح المغربي الأستاذ الكبيرعبد الجبارالوزير.الذي يعاني في صمت نتيجة تدهور حالته الصحية لكنه موجود في قلب و بيوت كل المغاربة .
أثناء الحوار لمسنا نبرة الحب و الوفاء و المكانة التي يحتلها الفنان العظيم عبد الجبارالوزير في نفوس الدين اشتغلوا بالقرب منه أمثال المخرج السينمائي و الوثائقي حكيم قبابي و هدا ما صرح لنا به:
…من بين الأشخاص التي صادفتهم في حياتي و ترسخوا في ذاكرتي كإنسان أولا و كفنان ثانيا هو الفنان عبد الجبار الوزير … التقيت به و اشتغلت معه مباشرة في سيتكوم ''دار الورثة'' بجزأيه الأول و الثاني … سنتين من العمل مع شيخ الكوميديين المغاربة جعلته بالنسبة لي مرجعا فنيا و مدرسة في الاشتغال و حب الفن…
إن الرجل يعشق ما يقوم به , يقدس الفن إلى أبعد حدود , يتنفس المشاهد و يعيش الشخصيات , و يعتبر كل عمل جديد تجربة جديدة و مفيدة , تلي ما عاشه من تجارب فنية مختلفة عبر سنين من العمل المسرحي و التلفزي , و ما عاشه في حياته الخاصة. حياته كتاب مفتوح مليء بالتجارب المتنوعة و القاسية أيضا.. يكفي أنه حكم عليه بالإعدام إبان الاستعمار الفرنسي و نجا من تلك العقوبة في آخر لحظة بفضل عودة الملك الراحل محمد الخامس من منفاه.
رجل بألف رجل … يعرف معنى الالتزام في كل دقائق حياته, لا يتأخر مطلقا عن مواعيده, صريح بلطف جميل و يجعلك تتقبل كلامه عن طيب خاطر, يعتبر كل عمل فني هو تحد جديد و فرصة لتقديم القليل من الكثير الذي في جعبته.
يبدأ يومه بتحية الجميع دون استثناء باحترام و تواضع كبيرين , ثم يبدأ في قراءة السيناريو بتمعن شديد , و يبدأ في كتابة حواراته في دفتر ريثما يجهز باقي الطاقم الفني و التقني … صامت في إحدى الزوايا , لا تشعر بوجوده , هادئ في حركاته, يوزع نظراته بين المشاهد المكتوبة و الديكور و كأنه يتخيل ما يقرأه من مواقف و حوارات .
قد ينسى أحد الممثلين حوارا أو حركة تم التمرين عليها , فيذكره بطريقة فنية انسيابية تجعل الممثل الناسي يتابع المشهد دون توقف و دون أن يشعر المشاهد بذلك… قفشاته طبيعية , و كلامه غير مصطنع , و تشخيصه مقنع إلى أبعد الحدود .
للشيخ عبد الجبار ذاكرة قوية , يتذكر كل شيء , يتذكر ذكرياته الكثيرة , يحكي لك عن مواقف إنسانية مر منها و شخصيات عايشها و أماكن زارها , يحكي لك عن أيام الطفولة بمراكش و أيام المقاومة و أيام كان حارس مرمى و جولاته المسرحية في كل المدن و القرى المغربية رفقة الفنانين المراكشيين الذي عايشوه و بالخصوص الراحل محمد بلقاس.
أذكر أحيانا يتوتر الجو في بلاطو التصوير لسبب ما , فيدعو للجميع بالهداية و يتدخل بحكمة , فيصمت الجميع و يخجل من كلامه و يعود الجو كما في السابق بل أفضل , و تعود البسمة للوجوه و تصفى القلوب و ينطلق العمل من جديد.
لديه قدرة عجيبة على التأثير في الآخر, و عندما يتحدث يصمت الجميع و كأننا تلاميذ صغار جدا في حضرة معلم كبير جدا.
حزنت كثيرا عندما ألم به المرض, فذاك قدر الله و حكمه, و لكن ما أحزنني أكثر هي تلك الإشاعات التي تدعي وفاته, ماذا تريدون من الرجل ؟ اتركوا الرجل يعيش في راحة و طمأنينة رفقة أسرته و معجبيه .
كلما اتصلت به هاتفيا يسألني عن عائلتي و عن عملي و عن جديدي و عن رغبته في العمل مجددا , الشيء الذي يخجلني من عشق هذا الرجل للفن و عن طموحه اللامحدود و تحديه لكل شيء و نظرته الجميلة جدا للحياة.
[color=#ff0099]عذرا الحاج عبد الجبار على تقصيرنا تجاهك [/color].
[color=#ff0000]
أصوات نيوز//[/color]
[color=#0000ff] حوار: المصطفى بنعبيد[/color]