اللقاء الثلاثي: استعراض سياسي أم محاولة يائسة لإحياء تكتل مغاربي ؟

أصوات نيوز/

على هامش القمة العربية الطارئة التي استضافتها مصر، عقد وزراء خارجية الجزائر وتونس وليبيا اجتماعًا تشاوريًا، تحضيرًا لقمة رؤساء الدول الثلاث، المزمع انعقادها قريبًا في طرابلس. هذا اللقاء، الذي سيجمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، يثير العديد من التساؤلات حول جدواه، خاصة بعد أن اقتصرت اجتماعات سابقة مماثلة في الجزائر وتونس على بيانات عامة لم تحمل أي نتائج ملموسة.

الجزائر ومساعي تشكيل تكتل مغاربي بديل

تحاول الجزائر تقديم هذا اللقاء الثلاثي كإطار جديد للتعاون الإقليمي، في ظل تعثر اتحاد المغرب العربي. غير أن هذا التكتل يبدو وكأنه يعيد إنتاج أزمة الاتحاد المغاربي نفسها، إذ يتحول إلى منصة لتصريحات إعلامية دون تحقيق أي مشاريع أو مبادرات حقيقية تخدم دول المنطقة.

وفي ظل هذا الواقع، يثار التساؤل حول المغزى من عقد اجتماعات دورية بين الدول الثلاث، خصوصًا في توقيت حساس تنشغل فيه الدول العربية بالملف الفلسطيني وتداعيات خطة دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين، دون أن يكون لهذا التكتل أي طرح لمبادرات اقتصادية أو سياسية ذات قيمة.

يبدو أن الهدف الأساسي للجزائر من هذه القمة هو محاولة خلق كيان بديل عن اتحاد المغرب العربي، في خطوة تهدف إلى استبعاد المغرب من أي تكتل إقليمي مغاربي، مما قد يعمّق الخلافات بين الدول الخمس بدلاً من حلها. كما أن غياب موريتانيا، والتحفظ الليبي غير المعلن على الانخراط في كيان جديد يزيد من التعقيدات التي تواجه هذا المشروع.

التوقيت والمفارقة الدبلوماسية

اللافت أن التحضير للقمة الثلاثية جاء في سياق مقاطعة الرئيس الجزائري للقمة العربية الطارئة في مصر، بحجة أن جدول أعمالها (الخطة المصرية) لم يكن محل توافق مسبق. لكن في المقابل، تسعى الجزائر للانفراد بتحديد أجندة اللقاء الثلاثي، مما يطرح تساؤلات حول الأولويات الحقيقية لدبلوماسيتها: هل الأجدر كان حضور قمة عربية محورية تتعلق بمصير القضية الفلسطينية، أم الدفع نحو لقاء هامشي لا يملك رؤية واضحة للتعاون المغاربي؟

وفي خطوة تمهيدية لهذا الاجتماع، التقى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بنظيريه التونسي محمد علي النفطي، والليبي الطاهر الباعور، في اجتماع ثلاثي بالقاهرة. ورغم الإعلان عن هذه المشاورات، تبقى المخرجات غير واضحة، ما يعزز الشكوك حول مدى فاعلية هذا التكتل، وما إذا كان سيتجاوز مجرد كونه منصة للاجتماعات الشكلية إلى خطوة عملية حقيقية في التعاون الإقليمي

OCP 10-12-2023

شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.