الصايل: الصحافة التفاعلية ترسم مستقبل الإعلام .. والمنع "بلادة"

قال الإعلامي والسينمائي نور الدين الصايل إن زمن الاستهلاك السلبي لوسائل الإعلام، السمعية البصرية خصوصا، موشكٌ على الانتهاء، وإن العلاقة العمودية بين المُستهلك وبين وسيلة الإعلام أصبحت أفقية، حيث أصبح هذا الأخير يتعامل مع الخبر ويعمّمه عن طريق الشبكة العنكبوتية عموما، ووسائل التواصل الاجتماعي خصوصا، متجاوزا بذلك التلقي إلى التفاعل والتأثير.

وتوقعّ الصايل، في حديثه خلال درسٍ افتتاحي ألقاه بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي والإعلامي بمؤسسة بيت الصحافة بطنجة، مُوازاةً مع الاحتفاء باليوم الوطني للإعلام، أن يتمّ الانتقال الذي لا مفرّ منه من "الميديا" إلى الـ"كروس-ميديا" أو الصحافة التفاعلية، فيتم تجاوز المرحلة التقليدية إلى ما أسماه "إعلام التقاطع"، والذي بدأ فعلا في التأثير في ميدان الإشهار التلفزيوني والإذاعي، "بحيث انتقل الرقم من 3.8 مليارات درهم، منذ 4 سنوات، إلى مليار ونصف فقط في السنة الحالية" يضيف الصايل.
أما معدّل ساعات المشاهدة على المستوى العالمي، حسب المتحدّث دائما، فقد كان قبل 4 سنوات 220 دقيقة يوميا، ليصل الآن إلى 200 دقيقة فقط، أي بنقصان 5 دقائق مشاهدة كلّ عام.

الصّايل اعتبر أيضا أن التلفزيون مثلا، في خضمّ ما ذُكر، سيصبح نقطة في بحر وسائل الإعلام، متسائلا: "أين نضع البعد الوطني وسط واقعٍ كهذا؟" قبل أن يستطرد مجيبا "الحلّ هو أن نكون مالكين للخطاب، وبالتالي امتلاك سياسة إنتاجٍ بما لها وما عليها".

ورفض الإعلاميّ في حديثه أن يكون منطق المنع هو طريقة التعامل مع وسائل التواصل الحديثة، واصفا حركةً كهذه بالبلادة، معتبراً أن الحدود ستتكسّر أمام الجميع يوما ما. ومن ثم، فالتصفية، حسب المتحدّث دائما، "تقع مع الممارسة والوقت، وأنّ من يصرّ مثلا على قراءة الشتائم والتفاهات على وسائل التواصل، ويظلّ كذلك لمدة سنة مثلا، فالمشكلة حينها تكون فيه هو وليس في الوسيلة".
وفي مقارنة مع الدول الغربية، أوضح المتحدّث أن الطاقة الاستيعابية لديها ساعدتها في تشرّب طفرة وسائل التواصل، على عكس المجتمعات العربية عموما والتي ما زال ظهور أي جديد يأخذ عندها "بُعداً فضائحيا"، بحيث ينحو الجميع نحو الخوف وتحريم هذا الجديد بدل استيعابه.

وإن كان فقدان الهوية هو التخوف الرئيس في هكذا حالات، فإن الصّايل في مداخلته رأى أن "الارتكاز على نموذج عصر الأنوار (بدءا من القرن الـ18) بروحه اليونانية –الرومانية- العبرية- المسيحية، لن يخرجنا من هويتنا ويمكننا التماشي معه، شرط ألا ننأى عن البعد الأيديولوجي الذي يميل إلى التقوقع على الذّات وبالتالي الإحساس بالضعف".

OCP 10-12-2023

شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.