الجزائر وغيابها عن القمة العربية: موقف غامض أم عزلة دبلوماسية؟

أصوات نيوز/

في لحظة عربية حرجة تتطلب تكاتف الجهود لمواجهة أزمة غزة، جاء إعلان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة بالقاهرة ليثير تساؤلات عديدة حول دوافع هذا القرار. وبينما يتحدث المسؤولون الجزائريون عن دعمهم للقضية الفلسطينية، فإن هذا الغياب يضع الجزائر في موقف من يعرقل وحدة الصف العربي ويبتعد عن تحمل مسؤولية اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الظرف الدقيق.

التناقض بين الخطاب والممارسة

لطالما رفعت الجزائر شعارات الدعم غير المشروط للقضية الفلسطينية، لكنها في هذا المنعطف الحاسم فضّلت عدم المشاركة في نقاش عربي مصيري حول غزة. وهو ما يجعل الموقف الجزائري متناقضًا بين التصريحات الرسمية التي تدعي مساندة الفلسطينيين، وبين غيابها عن القمة التي تهدف إلى تنسيق الجهود لحل الأزمة. فهل كان هذا القرار نتيجة حسابات سياسية داخلية أم أنه يعكس خشية من الانخراط في موقف عربي قد يفرض التزامات معينة؟

حسابات سياسية أم عزلة دبلوماسية؟

يرى محللون أن الجزائر قد تكون اختارت الغياب لتجنب الاصطفاف في موقف قد لا يخدم مصالحها السياسية أو الاقتصادية، خصوصًا في ظل تطورات إقليمية متسارعة. هناك من يربط هذا القرار برغبة الجزائر في عدم إغضاب الولايات المتحدة في وقت تسعى فيه إلى تحسين علاقاتها مع إدارة دونالد ترامب، خاصة على المستوى الاقتصادي والعسكري. وفي الوقت ذاته، تعيش الجزائر حالة من التوتر مع روسيا بسبب موقف موسكو غير الداعم لها في ملف الصحراء، ما قد يكون أحد العوامل التي دفعت القيادة الجزائرية إلى تبنّي سياسة حذرة في علاقاتها الدولية.

انعكاسات الغياب على الجزائر

اختيار الجزائر للغياب عن القمة العربية لا يخلو من تبعات سياسية ودبلوماسية، إذ قد يزيد من عزلتها على المستوى العربي، خاصة وأن القمة تمثل فرصة لبناء توافق حول مستقبل القضية الفلسطينية. فبينما تسعى دول مثل مصر والسعودية إلى إيجاد حلول عملية للأزمة، تضع الجزائر نفسها في موقف المتفرج بدلاً من المشاركة الفعالة.

في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى دعم حقيقي وليس مجرد شعارات، يبدو غياب الجزائر عن القمة العربية الطارئة خطوة تزيد من الغموض حول موقفها الحقيقي من القضية. وبينما كانت الدول العربية تبحث عن إجماع لتعزيز موقفها السياسي والدبلوماسي، فضّلت الجزائر الانعزال، مما قد يضعها في مواجهة تساؤلات جدية حول مصداقية مواقفها الخارجية ومدى التزامها بالقضايا العربية الكبرى

OCP 10-12-2023

شاهد أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.