أصوات نيوز/
تشكل زيارة مراد نورتليو، نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية لجمهورية كازاخستان، إلى الرباط محطة مهمة في مسار العلاقات المغربية الكازاخستانية، حيث لم تقتصر على البعد السياسي، بل تضمنت إجراءات عملية تعكس الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي.
وأبرز ما حملته الزيارة هو الإعلان عن قرب دخول اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية حيز التنفيذ يوم 19 مارس الجاري، وهي خطوة تهدف إلى تسهيل التنقل بين البلدين بما يعزز العلاقات الاقتصادية والسياحية والثقافية. يأتي هذا القرار في سياق توجه أوسع لتكثيف التبادلات الثنائية، حيث يُتوقع أن يسهم في تنشيط قطاع السياحة، خاصة في مجالات السياحة الطبيعية والجبلية والثقافية، التي يزخر بها البلدان.
كما يشكل الإعفاء من التأشيرة عاملاً محفزًا لتوسيع نطاق المبادلات التجارية وتشجيع الاستثمار، مما يعكس الرغبة المشتركة في بناء شراكة استراتيجية متينة.
وإلى جانب البعد الاقتصادي، يحمل القرار دلالات دبلوماسية مهمة، إذ يتزامن مع تأكيد كازاخستان دعمها لسيادة المغرب ووحدته الترابية، ومساندتها للمسار الأممي الحصري لحل قضية الصحراء المغربية.
هذا الدعم السياسي الواضح يعزز مكانة المغرب كشريك موثوق في المنطقة، ويفتح المجال لمزيد من التقارب مع الدول الآسيوية. الاتفاقية الجديدة ليست مجرد إجراء إداري، بل تعكس رؤية استراتيجية لتعميق التعاون بين الرباط وأستانا في إطار شراكة متعددة الأبعاد، قوامها تسهيل التفاعل الإنساني، تنويع فرص التعاون الاقتصادي، والانفتاح على آفاق جديدة من التعاون الدولي
